فصل: أحمد بن الطيب السرخسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأنباء في طبقات الأطباء **


 الباب العاشر طبقات الأطبّاء العراقيين وأطباء الجزيرة وديار بكر

 يعقوب بن إسحاق الكندي

فيلسوف العرب وأحد أبناء ملوكها وهو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكبر بن الحرث الأصغر بن معاوية بن الحرث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة بن عفير بن عدي بن الحرث ابن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وكان أبوه إسحاق بن الصباح أميراً على الكوفة للمهدي والرشيد وكان الأشعث بن قيس من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم وكان قبل ذلك ملكاً على جميع كندة وكان أبوه قيس بن معدي كرب ملكاً على جميع كندة أيضاً عظيم الشأن وهو الذي مدحه الأعشى - أعشى بني قيس بن ثعلبة - بقصائدة الأربع الطوال التي أولاهن لعمرك ما طول هذا الزمن والثانية رحلت سمية غدوة أجمالها والثالثة أأزمعت من آل ليلى ابتكارا والرابعة أتهجر غانية أم تلم وكان أبوه معدي كرب بن معاوية ملكاً على بني الحرث الأصغر بن معاوية في حضرموت وكان أبوه معاوية بن جبلة ملكاً بحضرموت أيضاً على بني الحرث الأصغر وكان معاوية بن الحرث الأكبر وأبوه الحرث الأكبر وأبوه ثور ملوكاً على معبد بالمشقر واليمامة والبحرين وكان يعقوب بن إسحاق الكندي عظيم المنزلة عند المأمون والمعتصم وعند ابنه أحمد وله مصنفات جليلة ورسائل كثيرة جداً في جميع العلوم‏.‏

وقال سليمان بن حسان إن يعقوب بن إسحاق الكندي شريف الأصل بصري - كان جده ولي الولايات لبني هاشم - ونزل البصرة وضيعته هنالك وانتقل إلى بغداد وهناك تأدب وكان عالماً بالطب والفلسفة وعلم الحساب والمنطق وتأليف اللحون والهندسة وطبائع الأعداد وعلم النجوم ولم يكن في الإسلام فيلسوف غيره احتذى في تواليفه حذو أرسطوطاليس وله تواليف كثيرة في فنون من العلم وخدم الملوك فباشرهم بالأدب وترجم من كتب الفلسفة الكثير وأوضح منها المشكل ولخص المستصعب وبسط العويص وقال أبو معشر في كتاب المذكرات لشاذان حذاق الترجمة في الإسلام أربعة حنين بن إسحاق ويعقوب بن إسحاق الكندي وثابت بن قرة الحراني وعمر بن الفرخان الطبري وقال ابن النديم البغدادي الكاتب المعروف بابن أبي يعقوب في كتاب الفهرست كان أبو معشر وهو جعفر بن محمد البلخي من أصحاب الحديث أولاً ومنزله في الجانب الغربي بباب خراسان ببغداد يضاغن الكندي ويغري به العامة ويشنع عليه بعلوم الفلاسفة فدس عليه الكندي من حسن له النظر في علم الحساب والهندسة فدخل في ذلك فلم يكمل له فعدل إلى علم أحكام النجوم وانقطع شره عن الكندي بنظره في هذا العلم لأنه من جنس علوم الكندي ويقال إنه تعلم النجوم بعد سبع وأربعين سنة من عمره وكان فاضلاً حسن الإصابة وضربه المستعين أسواطاً لأنه أصاب في شيء خبره بكونه قبل وقته فكان يقول أصبت فعوفيت وكان مولده بواسط يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر رمضان وتوفي أبو معشر وقد جاوز المائة سنة وقال أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم في كتاب حسن العقبى حدثني أبو كامل شجاع بن أسلم الحاسب قال كان محمد وأحمد ابنا موسى بن شاكر في أيام المتوكل يكيدان كل من ذكر بالتقدم في معرفة فأشخصا سند بن علي إلى مدينة السلام وباعداه عن المتوكل ودبرا على الكندي حتى ضربه المتوكل ووجها إلى داره فأخذا كتبه بأسرها وأفرداها في خزانة سميت الكندية ومكن هذا لهما استهتار المتوكل بالآلات المتحركة وتقدم إليهما في حفر النهر المعروف بالجعفري فأسندا أمره إلى أحمد بن كثير الفرغني الذي عمل المقياس الجديد بمصر وكانت معرفته أوفى من توفيقه لأنه ما تم له عمل قط فغلط في فوهة النهر المعروف بالجعفري وجعلها أخفض من سائره فصار ما يغمر الفوهة لا يغمر سائر النهر فدافع محمد وأحمد ابنا موسى في أمره واقتضاهما المتوكل فسعى بهما إليه فيه فأنفذ مستحثاً في إحضار سند بن علي من مدينة السلام فوافى فلما تحقق محمد وأحمد ابنا موسى أن سند بن علي قد شخص أيقنا بالهلكة ويئسا من الحياة فدعا المتوكل بسند وقالما ترك هذان الرديان شيئاً من سوء القول إلا وقد ذكراك عندي به وقد أتلفا جملة من مالي في هذا النهر فاخرج إليه حتى تتأمله وتخبرني بالغلط فيه فإني قد آليت على نفسي إن كان الأمر على ما وصف لي أني أصلبهما على شاطئه وكل هذا بعين محمد وأحمد ابني موسى وسمعهما فخرج وهما معه فقال محمد بن موسى لسند يا أبا الطيب إن قدرة الحُر تُذهب حفيظته وقد فرغنا إليك في أنفسنا التي هي أنفس أعلاقنا وما ننكر أنا أسأنا والاعتراف يهدم الاقتراف فتخلصنا كيف شئت‏.‏

قال لهما واللّه إنكما لتعلمان ما بيني وبين الكندي من العداوة والمباعدة ولكن الحق أولى ما أتبع أكان من الجميل ما أتيتماه إليه من أخذ كتبه واللّه لا ذكرتكما بصالحة حتى تردا عليه كتبه فتقدم محمد بن موسى في حمل الكتب إليه وأخذ خطه باستيفائها فوردت رقعة الكندي بتسلمها عن آخرها فقال قد وجب لكما علي ذمام بَردّ كتب هذا الرجل ولكما ذمام بالمعرفة التي لم ترعياها في والخطأ في هذا النهر يستتر أربعة أشهر بزيادة دجلة وقد أجمع الحساب على أن أمير المؤمنين لا يبلغ هذا المدى وأنا أخبره الساعة أنه لم يقع منكما خطأ في هذا النهر إبقاء على أرواحكما فإن صدق المنجمون أفلتنا الثلاثة وإن كذبوا وجازت مدته حتى تنقص دجلة وتنصب أوقع بنا ثلاثتنا فشكر محمد وأحمد هذا القول منه واسترقهما به ودخل على المتوكل فقال له ما غلطا وزادت دجلة وجرى الماء في النهر فاستتر حاله وقتل المتوكل بعد شهرين وسلم محمد وأحمد بعد شدة الخوف مما توقعا وقال القاضي أبو القاسم صاعد بن أحمد في كتاب طبقات الأمم عن الكندي عندما ذكر تصانيفه وكتبه قال ومنها كتبه في علم المنطق وهي كتب قد نفقت عن الناس نفاقاً عاماً وقلما ينتفع بها في العلوم لأنها خالية من صناعة التحليل التي لا سبيل إلى معرفة الحق من الباطل في كل مطلوب إلا بها وأما صناعة التركيب وهي التي قصد يعقوب في كتبه هذه إليها فلا ينتفع بها إلا من كانت عنده مقدمات عتيدة فحينئذ يمكنه التركيب ومقدمات كل مطلوب لا توجد إلا بصناعة التحليل ولا أدري ما حمل يعقوب على الإضراب عن هذه الصناعة الجليلة هي جهل مقدارها أو ضَنَّ على الناس بكشف وأي هذين كان فهو نقص فيه وله بعد هذا رسائل كثيرة في علوم جمة ظهرت له فيها آراء فاسدة ومذاهب بعيدة عن الحقيقة أقول هذا الذي قد قاله القاضي صاعد عن الكندي فيه تحامل كثير عليه وليس ذلك مما يحط من علم الكندي ولا مما يصد الناس عن النظر في كتبه والانتفاع بها وقال ابن النديم البغدادي الكاتب في كتاب الفهرست كان من تلامذة الكندي ووراقيه حسنويه ونفطويه وسلمويه وآخر على هذ الوزن ومن تلامذته أحمد بن الطيب وأخذ عنه أبو معشر أيضاً قال أبو محمد عبد اللّه بن قتيبة في كتاب فرائد الدر قال بعضهم أنشدت يعقوب بن إسحاق الكندي‏:‏ وفي أربع مني حلت منك أربع فما أنا أدري أيها هاج لي كربي أوجهك في عيني أم الطعم في فمي أم النطق في سمعي أم الحب في قلبي فقال واللّه لقد قسمها تقسيماً فلسفياً أقول ومن كلام الكندي قال في وصيته وليتق اللّه تعالى المتطبب ولا يخاطر فليس عن الأنفس عوض وقال وكما يحب أن يقال له أنه كان سبب عافية العليل وبرئه كذلك فليحذر أن يقال أنه كان سبب تلفه وموته وقال العاقل يظن أن فوق علمه علماً فهو أبداً يتواضع لتلك الزيادة والجاهل يظن أنه قد تناهى فتمقته النفوس لذلك ومن كلامه مما أوصى به لولده أبي العباس نقلت ذلك من كتاب المقدمات لابن بختويه - قال الكندي يا بني الأب رب والأخ فخ والعم غم والخال وبال والولد كمد والأقارب عقارب وقول لا يصرف البلا وقول نعم يزيل النعم وسماع الغناء برسام حاد لأن الإنسان يسمع فيطرب وينفق فيسرف فيفتقر فيغتم فيعتل فيموت والدينار محموم فإن صرفته مات والدرهم محبوس فإن أخرجته فر والناس سخرة فخذ شيئهم واحفظ شيئك ولا تقبل ممن قال اليمين الفاجرة فإنها تدع الديار بلاقع أقول وإن كانت هذه وصية الكندي فقد صدق ما حكاه عنه ابن النديم البغدادي في كتابه فإنه قال إن الكندي كان بخيلاً ومن شعر يعقوب بن إسحاق الكندي قال الشيخ أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري اللغوي في كتاب الحكم والأمثال أنشدني أحمد بن جعفر قال أنشدني أحمد بن الطيب السرخسي قال أنشدني يعقوب بن إسحاق الكندي لنفسه‏:‏ وضائل سوادك واقبض يديك وفي قعر بيتك فاستجلس وعند مليكك فابغ العلو وبالوحدة اليوم فاستأنس فإن الغنى في قلوب الرجال وإن التعزز بالأنفس وكائِنْ ترى من أخي عسرة غني وذي ثروة مفلس ومن قائم شخصه ميت على أنه بعد لم يرمس فإن تطعم النفس ما تشتهي تقيك جميع الذي تحتسي وليعقوب بن إسحاق الكندي من الكتب كتاب الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد كتاب الفلسفة الداخلة والمسائل المنطقية والمعتاصة وما وافق الطبيعيات رسالة في أنه لا تنال الفلسفة إلا بعلم الرياضيات كتاب الحث على تعلم الفلسفة رسالة في كمية كتب أرسطوطاليس وما يحتاج إليه في تحصيل علم الفلسفة مما لا غنى في ذلك عنه منها وترتيبها وأغراضه فيها كتاب في قصد أرسطوطاليس في المقولات إياها قصد والموضوعة لها رسالته الكبرى في مقياسه العلم كتاب أقسام العلم الأنسي كتاب في ماهية العلم وأقسامه كتاب في أن أفعال البارئ كلها عدل لا جور فيها كتاب في ماهية الشيء الذي لا نهاية له وبأي نوع يقال للذي لا نهايةله رسالة في الإبانة أنه لا يمكن أن يكون جرم العالم بلا نهاية وإن ذلك إنما هو في القوة كتاب في الفاعلة والمنفعلة من الطبيعيات الأول كتاب في عبارات الجوامع الفكرية كتاب في مسائل سئل عنها في منفعة الرياضيات كتاب في بحث قول المدعي أن الأشياء الطبيعية تفعل فعلاً واحداً بإيجاب الخلقة رسالة في الرفق في الصناعات رسالة في رسم رقاع إلى الخلفاء والوزراء رسالة في قسمة القانون رسالة في ماهية العقل والإبانة عنه رسالة في الفاعل الحق الأول التام والفاعل الناقص الذي هو في المجاز رسالة إلى المأمون في العلة والمعلول اختصار كتاب إيساغوجي لفرفوريوس مسائل كثيرة في المنطق وغيره وحدود الفلسفة كتاب في المدخل المنطقي باستيفاء القول فيها كتاب في المدخل المنطقي باختصار وإيجاز رسالة في المقولات العشر رسالة في الإبانة عن قول بطليموس في أول كتابه في المجسطي عن قول أرسطوطاليس في أنالوطيقا‏.‏

رسالة في الاحتراس من خدع السوفسطائية رسالة بإيجاز واختصار في البرهان المنطقي رسالة في الأسماء الخمسة اللاحقة لكل المقولات رسالة في سمع الكيان رسالة في عمل آلة مخرجة الجوامع رسالة في المدخل إلى الأرثماطيقي خمس مقالات رسالة إلى أحمد بن المعتصم في كيفية استعمال الحساب الهندي أربع مقالات رسالة في الإبانة عن الأعداد التي ذكرها أفلاطن في السياسة رسالة في تأليف الأعداد رسالة في التوحيد من جهة العدد رسالة في استخراج الخبيء والضمير رسالة في الزجر والفأل من جهة العدد رسالة في الخطوط والضرب بعدد الشعير رسالة في الكمية المضافة رسالة في النسب الزمانية رسالة في الحيل العددية وعلم إضمارها رسالة في أن العالم وكل ما فيه كروي الشكل رسالة في الإبانة على أنه ليس شيء من العناصر الأولى والجرم الأقصى غير كروي رسالة في أن الكرة أعظم الأشكال الجرمية والدائرة أعظم من جميع الأشكال البسيطة رسالة في الكريات رسالة في عمل السمت على الكرة رسالة في أن سطح ماء البحر كروي رسالة في تسطيح الكرة رسالة في عمل الحلق الست واستعمالها رسالته الكبرى في التأليف رسالة في ترتيب النغم الدالة على طبائع الأشخاص العالية وتشابه التأليف رسالة في المدخل إلى صناعة الموسيقى رسالة في الإيقاع رسالة في خير صناعة الشعراء رسالة في الأخبار عن صناعة الموسيقى مختصر الموسيقى في تأليف النغم وصنعة العود ألفه لأحمد بن المعتصم رسالة في أجزاءجبرية الموسيقى رسالة في أن رؤية الهلال لا تضبط بالحقيقة وإنما القول فيها بالتقريب رسالة في مسائل سئل عنها من أحوال الكواكب رسالة في جواب مسائل طبيعية في كيفيات نجومية سأله أبو معشر عنها رسالة في الفصلين رسالة فيما ينسب إليه كل بلد من البلدان إلى برج من البروج وكوكب من الكواكب رسالة فيما سئل عنه من شرح ما عرض له من الاختلاف في صور المواليد رسالة فيما حكى من أعمار الناس في الزمن القديم وخلافها في هذا الزمن رسالة في تصحيح عمل نمو دارات المواليد والهيلاج والكدخداه رسالة في إيضاح علة رجوع الكواكب رسالة في الإبانة أن الاختلاف الذي في الأشخاص العالية ليس علة الكيفيات الأول‏.‏

رسالة في سرعة ما يرى من حركة الكواكب إذا كانت في الأفق وإبطائها كلما علت رسالة في الشعاعات رسالة في فصل ما بين السير وعمل الشعاع رسالة في علل الأوضاع النجومية رسالته المنسوبة إلى الأشخاص العالية المسماة سعادة ونحاسة رسالة في علل القوى المنسوبة إلى الأشخاص العالية الدالة على المطر رسالة في علل أحداث الجو رسالة في العلة التي لها يكون بعض المواضع تكاد لا تمطر رسالة إلى زرنب تلميذه في أسرار النجوم وتعليم مبادئ الأعمال رسالة في العلة التي ترى من الهالات للشمس والقمر والكواكب والأضواء النيرة أعني النيرين رسالة في اعتذاره في موته دون كماله لسني الطبيعة التي هي مائة وعشرون سنة كلام في الجمرات رسالة في النجوم رسالة في أغراض كتب إقليدس رسالة في إصلاح كتب إقليدس رسالة في اختلاف المناظر رسالة في عمل شكل المتوسطين رسالة في تقريب وتر الدائرة رسالة في تقريب وتر التسع رسالة في مساحة إيوان رسالة في تقسيم المثلث والمربع وعملهما رسالة في كيفية عمل دائرة مساوية لسطح اسطوانة مفروضة رسالة في شروق الكواكب وغروبها بالهندسة رسالة في قسمة الدائرة إلى ثلاثة أقسام رسالة في إصلاح المقالة الرابعة عشرة والخامسة عشرة من كتاب إقليدس رسالة في البراهين المساحية لما يعرض من الحسبانات الفلكية رسالة في تصحيح قول أبسقلاس في المطالع رسالة في اختلاف مناظر المرآة رسالة في صنعة الأصطرلاب بالهندسة رسالة في استخراج خط نصف النهار وسمت القبلة بالهندسة رسالة في عمل الرخامة بالهندسة رسالة في أن عمل الساعات على صفيحة تنصب على السطح الموازي للأفق خير من غيرها رسالة في استخراج الساعات على نصف كرة بالهندسة رسالة في السوائح مسائل في مساحة الأنهار وغيرها رسالة في النسب الزمانية كلام في العدد كلام في المرايا التي تحرق رسالة في امتناع وجود مساحة الفلك الأقصى المدبر للأفلاك رسالة في أن طبيعة الفلك مخالفة لطبائع العناصر الأربعة وأنه طبيعة خامسة رسالة في ظاهريات الفلك رسالة في العالم الأقصى رسالة في سجود الجرم الأقصى لباريه رسالة في الرد على المنانية في العشر مسائل في موضوعات الفلك رسالة في الصور‏.‏

رسالة في أنه لا يمكن أن يكون جرم العالم بلا نهاية رسالة في المناظر الفلكية رسالة في امتناع الجرم الأقصى من الاستحالة رسالة في صناعة بطليموس الفكلية رسالة في تناهي جرم العالم رسالة في ماهية الفلك واللون اللازم اللازوردي المحسوس من جهة السماء رسالة في ماهية الجرم الحامل بطباعه للألوان من العناصر الأربعة رسالة في البرهان على الجسم السائر وماهية الأضواء والأظلام رسالة في المعطيات رسالة في تركيب الأفلاك رسالة في الأجرام الهابطة من العلو وسبق بعضها بعضاً رسالة في العمل بالآلة المسماة الجامعة رسالة في كيفية رجوع الكواكب المتحيرة رسالة في الطب البقراطي رسالة في الغذاء والدواء المهلك رسالة في الأبخرة المصلحة للجو من الأوباء رسالة في الأدوية المشفية من الروائح المؤذية رسالة في كيفية إسهال الأدوية وانجذاب الأخلاط رسالة في علة نفث الدم رسالة في تدبير الأصحاء رسالة في أشفية السموم رسالة في علة بحارين من الأمراض الحادة رسالة في تبيين لعضو الرئيس من جسم الإنسان والإبانة عن الألباب رسالة في كيفية الدماغ رسالة في علة الجذام وأشفيته رسالة في عضة الكلب والكَلِب رسالة في الأعراض الحادثة من البلغم وعلة موت الفجأة رسالة في وجع المعدة والنقرس رسالة إلى رجل في علة شكاها إليه في بطنه ويده رسالة في أقسام الحميات رسالة في علاج الطحال الجاسي من الأمراض السوداوية رسالة في أجساد الحيوان إذا فسدت رسالة في تدبير الأطعمة رسالة في صنعة أطعمة من غير عناصرها رسالة في الحياة كتاب الأدوية الممتحنة كتاب الأقراباذين رسالة في الفرق بين الجنون العارض من مس الشياطين وبين ما يكون من فساد الأخلاط رسالة في الفراسة رسالة في إيضاح العلة في السمائم القاتلة السمائية وهو على المقال المطلق الوباء رسالة في الحيلة لدفع الأحزان جوامع كتاب الأدوية المفردة لجالينوس رسالة في الإبانة عن منفعة الطب إذا كانت صناعة النجوم مقرونة بدلائلها رسالة في اللثغة للأخرس رسالة في تقدمة المعرفة بالاستلال بالأشخاص العالية على المسائل رسالة في مدخل الأحكام على المسائل‏.‏

رسالته الأولى والثانية والثالثة إلى صناعة الأحكام بتقاسيم رسالة في الأخبار عن كمية ملك العرب وهي رسالته في اقتران التحسين في برج السرطان رسالة في قدر منفعة صناعة الأحكام ومن الرجل المسمى منجماً باستحقاق رسالته المختصرة في حدود المواليد رسالة في تحويل سني المواليد رسالة في الاستدلال بالكسوفات على الحوادث رسالة في الرد على الثنوية رسالة في نقض مسائل الملحدين رسالة في تثبيت الرسل عليهم السلام رسالة في الاستطاعة وزمان كونها رسالة في الرد على من زعم أن للأجرام في هويتها في الجو توقفات رسالة في بطلان قول من زعم أن بين الحركة الطبيعية والعرضية سكون رسالة في أن الجسم في أول إبداعه لا ساكن ولا متحرك ظن باطل رسالة في التوحيد بتفسيرات رسالة في أوائل الجسم رسالة في افتراق الملل في التوحيد وإنهم مجمعون على التوحيد وكل قد خالف صاحبه رسالة في المتجسد رسالة في البرهان كلام له مع ابن الراوندي في التوحيد كلام رد به على بعض المتكلمين رسالة إلى محمد بن الجهم في الإبانة عن وحدانية الله عزّ وجل وعن تناهي جرم الكل رسالة في الأكفار والتضليل رسالة في أن النفس جوهر بسيط غير داثر مؤثر في الأجسام رسالة في ما للنفس ذكره وهي في عالم العقل قبل كونها في عالم الحس رسالة في خبر اجتماع الفلاسفة على الرموز العشقية رسالة في علة النوم والرؤيا وما يرمز به النفس رسالة في أن ما بالإنسان إليه حاجة مباح له في العقل قبل أن يحظر رسالته الكبرى في السياسة رسالة في التنبيه على الفضائل رسالة في نوادر الفلاسفة رسالة في خبر فضيلة سقراط رسالة في محاورة جرت بين سقراط وأرسواس رسالة في خبر موت سقراط رسالة فيما جرى بين سقراط والحرانيين رسالة عن العلة الفاعلة القريبة للكون والفساد في الكائنات الفاسدات رسالة في العلة التي لها قيل أن النار والهواء والماء والأرض عناصر تجمع الكائنة الفاسدة وهي وغيرها يستحيل بعضها إلى بعض رسالة في اختلاف الأزمنة التي تظهر فيها قوى الكيفيات الأربع الأولى رسالة في خبر العقل رسالة في النسب الزمانية رسالة في علة اختلاف أنواع السنة رسالة في ماهية الزمان وماهية الدهر والحين والوقت رسالة في العلة التي لها يبرد أعلى الجو ويسخن ما قرب من الأرض رسالة في الأثر الذي يظهر في الجو ويسمى كوكباً‏.‏

رسالة في الكوكب الذي ظهر ورصده أياماً حتى اضمحل رسالة في الكواكب ذي الذؤابة رسالة في العلة الحادث بها البرد في آخر الشتاء في الإبان المسمى أيام العجوز رسالة في علة كون الضباب والأسباب المحدثة له رسالة فيما رصد من الأثر العظيم في سنة اثنتين وعشرين ومائتين للهجرة رسالة في الآثار العلوية رسالة إلى ابنه أحمد في اختلاف مواضع المساكن من كرة الأرض وهذه الرسالة شرح فيها كتاب المساكن لثاوذوسيوس رسالة في علة حدوث الرياح في باطن الأرض المحدثة كثير الزلازل والخسوف رسالة في علة اختلاف الأزمان في السنة وانتقالها بأربعة فصول مختلفة كلام في عمل السمت رسالة في أبعاد الأجرام رسالة في استخراج بعد مركز القمر من الأرض رسالة في استخراج آلة عَملِها يستخرج بها أبعاد الأجرام رسالة في عمل آلة يعرف بها بعد المعاينات‏.‏

الباب التاسع طبقات الأطباء النقلة الذين نقلوا كتب الطب وغيره من اللسان اليوناني إلى اللسان العربي وذكر الذين نقلوا لهم جورجس وهو من أول من ابتدأ في نقل الكتب الطبية إلى اللسان العربي عندما استدعاه المنصور وكان كثير الإحسان إليه وقد ذكرت أخبار جورجس فيما تقدم حنين بن إسحاق كان عالماً باللغات الأربع غريبها ومستعملها العربية والسريانية واليونانية والفارسية ونقله في غاية من الجودة إسحاق بن حنين كان أيضاً عالماً باللغات التي يعرفها أبوه وهو يلحق به في النقل وكان إسحاق عذب العبارة فصيح الكلام وكان حنين مع ذلك أكثر تصنيفاً ونقلاً وقد تقدم ذكر إسحاق وأبيه‏.‏

حبيش الأعسم وهو ابن أخت حنين بن إسحاق وتلميذه ناقل مجود يلحق بحنين وإسحاق وقد تقدم أيضاً ذكره‏.‏

عيسى بن يحيى بن إبراهيم كان أيضاً تلميذاً لحنين بن إسحاق وكان فاضلاً أثنى عليه حنين ورضي نقله وقلده فيه وله مصنفات‏.‏

قسطا بن لوقا البعلبكي كان ناقلاً خبيراً باللغات فاضلاً في العلوم الحكمية وغيرها وسيأتي ذكره وأخباره فيما بعد إن شاء اللّه‏.‏

أيوب المعروف بالأبرش ماسرجيس كان ناقلاً من السرياني إلى العربي ومشهوراً بالطب‏.‏

وله من الكتب كتاب قوى الأطعمة ومنافعها ومضارها كتاب قوى العقاقير ومنافعها ومضارها‏.‏

عيسى بن ماسرجيس كان يلحق بأبيه وله من الكتب كتاب الألوان كتاب الروائح والطعوم‏.‏

شهدي الكرخي من أهل الكرخ وكان قريب الحال في الترجمة‏.‏

ابن شهدي الكرخي كان مثل أبيه في النقل ثم إنه في آخر عمره فاق أباه ولم يزل متوسطاً وكان ينقل من السرياني إلى العربي ومن نقله كتاب الأجنة لأبقراط‏.‏

الحجاج بن مطر ابن ناعمة واسمه عبد المسيح بن عبد اللّه الحمصي الناعمي كان متوسط النقل وهو إلى الجودة أميل‏.‏

زوربا بن مانحوه الناعمي الحمصي كان قريب النقل وما هو في درجة من قبله‏.‏

هلال بن أبي هلال الحمصي كان صحيح النقل ولم يكن عنده فصاحة ولا بلاغة في اللفظ‏.‏

فثيون الترجمان وجدت نقله كثير اللحن ولم يكن يعرف علم العربية أصلاً‏.‏

أبو نصربن ناري بن أيوب كان قليل النقل ولم يعتد بنقله غيره من النقلة‏.‏

بسيل المطران نقل كتباً كثيرة وكان نقله أميل إلى الجودة‏.‏

كان يقارب حنين بن إسحاق في النقل إلا أن عبارة حنين أفصح وأحلى‏.‏

موسى بن خالد الترجمان وجدت من نقله كتباً كثيرة من الستة عشر لجالينوس وغيرها وكان لا يصل إلى درجة حنين أو يقرب منها‏.‏

اسطاث كان من النقلة المتوسطين‏.‏

حيرون بن رابطة ليس له شهرة بجودة النقل‏.‏

تدرس السنقل وجدت له نقلاً من الكتب الحكمية لا بأس به‏.‏

سرجس الرأسي من أهل مدينة رأس العين نقل كتباً كثيرة وكان متوسطاً في النقل وكان حنين يصلح نقله فما أيوب الرهاوي ليس هو أيوب الأبرش المذكور أولاً ناقل جيد عالم باللغات إلا أنه بالسريانية خير منه بالعربية‏.‏

يوسف الناقل هو أبو يعقوب يوسف بن عيسى المتطبب الناقل ويلقب الناعس وهو تلميذ عيسى بن صهر بخت وكان يوسف الناقل من خوزستان وكانت في عبارته لكنة وليس نقله بكثير الجودة‏.‏

إبراهيم بن الصلت كان متوسطاً في النقل يلحق بسرجس الرأسي‏.‏

ثابت الناقل كان أيضاً متوسطاً في النقل إلا أنه يفضل إبراهيم بن الصلت وكان مقلاً من النقل ومن نقله كتاب الكيموسين لجالينوس‏.‏

أبو يوسف الكاتب كان أيضاً متوسطاً في النقل ونقل عدة كتب من كتب أبقراط‏.‏

نقل كتباً كثيرة إلى السرياني فأما إلى العربي فما عرف بنقله شيء منها‏.‏

البطريق كان في أيام المنصور وأمره بنقل أشياء من الكتب القديمة وله نقل كثير جيد إلا أنه دون نقل حنين بن إسحاق وقد وجدت بنقله كتباً كثيرة في الطب كتب أبقراط وجالينوس‏.‏

يحيى بن البطريق كان في جملة الحسن بن سهل وكان لا يعرف العربية حق معرفتها ولا اليونانية وإنما كان لطينياً يعرف لغة الروم اليوم وكتابتها وهي الحروف المتصلة لا المنفصلة اليونانية القديمة‏.‏

قيضا الرهاوي كان إذا كثرت على حنين الكتب وضاق عليه الوقت استعان به في نقلها ثم يصلحها بعد ذلك‏.‏

منصور بن باناس طبقته في النقل مثل قيضا الرهاوي وكان بالسريانية أقوى منه بالعربية‏.‏

مطران الموصل كان صديقاً لجبرائيل بن بختيشوع وناقلاً له‏.‏

أبو عثمان سعيد بن يعقوب الدمشقي أحد النقلة المجيدين وكان منقطعاً إلى علي بن عيسى‏.‏

أبو إسحاق إبراهيم بن بكس كان من الأطباء المشهورين وترجم كتباً كثيرة إلى لغة العرب ونقله أيضاً مرغوب فيه‏.‏

أبو الحسن علي بن إبراهيم بن بكس كان أيضاً طبيباً مشهوراً وكان مثل أبيه في النقل‏.‏

فأما الذين كان هؤلاء النقلة ينقلون لهم خارجاً عن الخلفاء فمنهم شيرشوع بن قطرب من أهل جندي سابور وكان لا يزال يبر النقلة ويهدي إليهم ويتقرب إلى تحصيل الكتب منهم بما يمكنه من المال وكان يريد السرياني أكثر من العربي وهو أحد الخوز‏.‏

محمد بن موسى المنجم وهو أحد بني موسى بن شاكر الحساب المشهورين بالفضل والعلم والتصنيف في العلوم الرياضية وكان محمد هذا من أبر الناس بحنين بن إسحاق وقد نقل له حنين كثيراً من الكتب الطبية‏.‏

علي بن يحيى المعروف بابن المنجم أحد كتاب المأمون وكان نديماً له وعنده فضل ومال إلى الطب فنقلوا له كتباً كثيرة‏.‏

ثادرس الأسقف كان أسقفاً في الكرخ ببغداد وكان حريصاً على طلب الكتب متقرباً إلى قلوب نقلتها فحصل منها شيئاً كثيراً وصنف له قوم من الأطباء النصارى كتباً لها قدر وجعلوها باسمه‏.‏

محمد بن موسى بن عبد الملك نقلت له كتب طبية وكان من جملة العلماء الفضلاء يلخص الكتب ويعتبر جيد الكلام فيها من رديه‏.‏

عيسى بن يونس الكاتب الحاسب علي المعروف بالفيوم اشتهر باسم المدينة التي كان عاملها وكانت النقلة يحصلون من جانبه ويمتارون من فضله‏.‏

أحمد بن محمد المعروف بابن المدبر الكاتب وكان يصل إلى النقلة من ماله وأفضاله شيء كثير جداً‏.‏

إبراهيم بن محمد بن موسى الكاتب وكان حريصاً على نقل كتب اليونانيين إلى لغة العرب ومشتملاً على أهل العلم والفضل وعلى النقلة خاصة‏.‏

عبد اللّه بن إسحاق وكان أيضاً حريصاً على نقل الكتب وتحصيلها محمد بن عبد الملك الزيات وكان يقارب عطاؤه للنقلة والنساخ في كل شهر ألفي دينار ونقل باسمه كتب عدة وكان أيضاً ممن نقلت له الكتب اليونانية وترجمت باسمه جماعة من أكابر الأطباء مثل يوحنا بن ماسويه وجبرائيل بن بختيشوع وبختيشوع بن جبرائيل بن بختيشوع وداؤد بن سرابيون وسلمويه بن بنان واليسع وإسرائيل بن زكريا بن الطيفوري وحبيش بن الحسن‏.‏

الباب العاشر طبقات الأطبّاء العراقيين وأطباء الجزيرة وديار بكر عقوب بن إسحاق الكندي فيلسوف العرب وأحد أبناء ملوكها وهو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكبر بن الحرث الأصغر بن معاوية بن الحرث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة بن عفير بن عدي بن الحرث ابن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وكان أبوه إسحاق بن الصباح أميراً على الكوفة للمهدي والرشيد وكان الأشعث بن قيس من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم وكان قبل ذلك ملكاً على جميع كندة وكان أبوه قيس بن معدي كرب ملكاً على جميع كندة أيضاً عظيم الشأن وهو الذي مدحه الأعشى - أعشى بني قيس بن ثعلبة - بقصائدة الأربع الطوال التي أولاهن والثانية رحلت سمية غدوة أجمالها‏.‏

والثالثة أأزمعت من آل ليلى ابتكارا‏.‏

والرابعة أتهجر غانية أم تلم‏.‏

وكان أبوه معدي كرب بن معاوية ملكاً على بني الحرث الأصغر بن معاوية في حضرموت وكان أبوه معاوية بن جبلة ملكاً بحضرموت أيضاً على بني الحرث الأصغر وكان معاوية بن الحرث الأكبر وأبوه الحرث الأكبر وأبوه ثور ملوكاً على معبد بالمشقر واليمامة والبحرين‏.‏

وكان يعقوب بن إسحاق الكندي عظيم المنزلة عند المأمون والمعتصم وعند ابنه أحمد وله مصنفات جليلة ورسائل كثيرة جداً في جميع العلوم‏.‏

وقال سليمان بن حسان إن يعقوب بن إسحاق الكندي شريف الأصل بصري - كان جده ولي الولايات لبني هاشم - ونزل البصرة وضيعته هنالك وانتقل إلى بغداد وهناك تأدب وكان عالماً بالطب والفلسفة وعلم الحساب والمنطق وتأليف اللحون والهندسة وطبائع الأعداد وعلم النجوم ولم يكن في الإسلام فيلسوف غيره احتذى في تواليفه حذو أرسطوطاليس وله تواليف كثيرة في فنون من العلم وخدم الملوك فباشرهم بالأدب وترجم من كتب الفلسفة الكثير وأوضح منها المشكل ولخص المستصعب وبسط العويص‏.‏

وقال أبو معشر في كتاب المذكرات لشاذان حذاق الترجمة في الإسلام أربعة حنين بن إسحاق ويعقوب بن إسحاق الكندي وثابت بن قرة الحراني وعمر بن الفرخان الطبري وقال ابن النديم البغدادي الكاتب المعروف بابن أبي يعقوب في كتاب الفهرست كان أبو معشر وهو جعفر بن محمد البلخي من أصحاب الحديث أولاً ومنزله في الجانب الغربي بباب خراسان ببغداد يضاغن الكندي ويغري به العامة ويشنع عليه بعلوم الفلاسفة فدس عليه الكندي من حسن له النظر في علم الحساب والهندسة فدخل في ذلك فلم يكمل له فعدل إلى علم أحكام النجوم وانقطع شره عن الكندي بنظره في هذا العلم لأنه من جنس علوم الكندي ويقال إنه تعلم النجوم بعد سبع وأربعين سنة من عمره وكان فاضلاً حسن الإصابة وضربه المستعين أسواطاً لأنه أصاب في شيء خبره بكونه قبل وقته فكان يقول أصبت فعوفيت وكان مولده بواسط يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر رمضان وتوفي أبو معشر وقد جاوز المائة سنة وقال أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم في كتاب حسن العقبى حدثني أبو كامل شجاع بن أسلم الحاسب قال كان محمد وأحمد ابنا موسى بن شاكر في أيام المتوكل يكيدان كل من ذكر بالتقدم في معرفة فأشخصا سند بن علي إلى مدينة السلام وباعداه عن المتوكل ودبرا على الكندي حتى ضربه المتوكل ووجها إلى داره فأخذا كتبه بأسرها وأفرداها في خزانة سميت الكندية ومكن هذا لهما استهتار المتوكل بالآلات المتحركة وتقدم إليهما في حفر النهر المعروف بالجعفري فأسندا أمره إلى أحمد بن كثير الفرغني الذي عمل المقياس الجديد بمصر وكانت معرفته أوفى من توفيقه لأنه ما تم له عمل قط فغلط في فوهة النهر المعروف بالجعفري وجعلها أخفض من سائره فصار ما يغمر الفوهة لا يغمر سائر النهر فدافع محمد وأحمد ابنا موسى في أمره واقتضاهما المتوكل فسعى بهما إليه فيه فأنفذ مستحثاً في إحضار سند بن علي من مدينة السلام فوافى فلما تحقق محمد وأحمد ابنا موسى أن سند بن علي قد شخص أيقنا بالهلكة ويئسا من الحياة فدعا المتوكل بسند وقالما ترك هذان الرديان شيئاً من سوء القول إلا وقد ذكراك عندي به وقد أتلفا جملة من مالي في هذا النهر فاخرج إليه حتى تتأمله وتخبرني بالغلط فيه فإني قد آليت على نفسي إن كان الأمر على ما وصف لي أني أصلبهما على شاطئه وكل هذا بعين محمد وأحمد ابني موسى وسمعهما فخرج وهما معه فقال محمد بن موسى لسند يا أبا الطيب إن قدرة الحُر تُذهب حفيظته وقد فرغنا إليك في أنفسنا التي هي أنفس أعلاقنا وما ننكر أنا أسأنا والاعتراف يهدم الاقتراف فتخلصنا كيف شئت قال لهما واللّه إنكما لتعلمان ما بيني وبين الكندي من العداوة والمباعدة ولكن الحق أولى ما أتبع أكان من الجميل ما أتيتماه إليه من أخذ كتبه واللّه لا ذكرتكما بصالحة حتى تردا عليه كتبه فتقدم محمد بن موسى في حمل الكتب إليه وأخذ خطه باستيفائها فوردت رقعة الكندي بتسلمها عن آخرها فقال قد وجب لكما علي ذمام بَردّ كتب هذا الرجل ولكما ذمام بالمعرفة التي لم ترعياها في والخطأ في هذا النهر يستتر أربعة أشهر بزيادة دجلة وقد أجمع الحساب على أن أمير المؤمنين لا يبلغ هذا المدى وأنا أخبره الساعة أنه لم يقع منكما خطأ في هذا النهر إبقاء على أرواحكما فإن صدق المنجمون أفلتنا الثلاثة وإن كذبوا وجازت مدته حتى تنقص دجلة وتنصب أوقع بنا ثلاثتنا فشكر محمد وأحمد هذا القول منه واسترقهما به ودخل على المتوكل فقال له ما غلطا وزادت دجلة وجرى الماء في النهر فاستتر حاله وقتل المتوكل بعد شهرين وسلم محمد وأحمد بعد شدة الخوف مما توقعا‏.‏

وقال القاضي أبو القاسم صاعد بن أحمد في كتاب طبقات الأمم عن الكندي عندما ذكر تصانيفه وكتبه قال ومنها كتبه في علم المنطق وهي كتب قد نفقت عن الناس نفاقاً عاماً وقلما ينتفع بها في العلوم لأنها خالية من صناعة التحليل التي لا سبيل إلى معرفة الحق من الباطل في كل مطلوب إلا بها وأما صناعة التركيب وهي التي قصد يعقوب في كتبه هذه إليها فلا ينتفع بها إلا من كانت عنده مقدمات عتيدة فحينئذ يمكنه التركيب ومقدمات كل مطلوب لا توجد إلا بصناعة التحليل ولا أدري ما حمل يعقوب على الإضراب عن هذه الصناعة الجليلة هي جهل مقدارها أو ضَنَّ على الناس بكشف وأي هذين كان فهو نقص فيه وله بعد هذا رسائل كثيرة في علوم جمة ظهرت له فيها آراء فاسدة ومذاهب بعيدة عن الحقيقة‏.‏

أقول هذا الذي قد قاله القاضي صاعد عن الكندي فيه تحامل كثير عليه وليس ذلك مما يحط من علم الكندي ولا مما يصد الناس عن النظر في كتبه والانتفاع بها‏.‏

وقال ابن النديم البغدادي الكاتب في كتاب الفهرست كان من تلامذة الكندي ووراقيه حسنويه ونفطويه وسلمويه وآخر على هذ الوزن ومن تلامذته أحمد بن الطيب وأخذ عنه أبو معشر أيضاً‏.‏

قال أبو محمد عبد اللّه بن قتيبة في كتاب فرائد الدر قال بعضهم أنشدت يعقوب بن إسحاق الكندي وفي أربع مني حلت منك أربع فما أنا أدري أيها هاج لي كربي أوجهك في عيني أم الطعم في فمي أم النطق في سمعي أم الحب في قلبي أقول ومن كلام الكندي قال في وصيته وليتق اللّه تعالى المتطبب ولا يخاطر فليس عن الأنفس عوض وقال وكما يحب أن يقال له أنه كان سبب عافية العليل وبرئه كذلك فليحذر أن يقال أنه كان سبب تلفه وموته وقال العاقل يظن أن فوق علمه علماً فهو أبداً يتواضع لتلك الزيادة والجاهل يظن أنه قد تناهى فتمقته النفوس لذلك‏.‏

ومن كلامه مما أوصى به لولده أبي العباس نقلت ذلك من كتاب المقدمات لابن بختويه - قال الكندي يا بني الأب رب والأخ فخ والعم غم والخال وبال والولد كمد والأقارب عقارب وقول لا يصرف البلا وقول نعم يزيل النعم وسماع الغناء برسام حاد لأن الإنسان يسمع فيطرب وينفق فيسرف فيفتقر فيغتم فيعتل فيموت والدينار محموم فإن صرفته مات والدرهم محبوس فإن أخرجته فر والناس سخرة فخذ شيئهم واحفظ شيئك ولا تقبل ممن قال اليمين الفاجرة فإنها تدع الديار بلاقع‏.‏

أقول وإن كانت هذه وصية الكندي فقد صدق ما حكاه عنه ابن النديم البغدادي في كتابه فإنه قال إن الكندي كان بخيلاً‏.‏

ومن شعر يعقوب بن إسحاق الكندي قال الشيخ أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري اللغوي في كتاب الحكم والأمثال أنشدني أحمد بن جعفر قال أنشدني أحمد بن الطيب أناف الذنابى على الأرؤس فغمض جفونك أو نكس وضائل سوادك واقبض يديك وفي قعربيتك فاستجلس وعند مليكك فابغ العلو وبالوحدة اليوم فاستأنس فإن الغنى في قلوب الرجال وإن التعززبالأنفس وكائِنْ ترى من أخي عسرة غني وذي ثروة مفلس ومن قائم شخصه ميت على أنه بعد لم يرمس فإن تطعم النفس ما تشتهي تقيك جميع الذي تحتسي وليعقوب بن إسحاق الكندي من الكتب كتاب الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد كتاب الفلسفة الداخلة والمسائل المنطقية والمعتاصة وما وافق الطبيعيات رسالة في أنه لا تنال الفلسفة إلا بعلم الرياضيات كتاب الحث على تعلم الفلسفة رسالة في كمية كتب أرسطوطاليس وما يحتاج إليه في تحصيل علم الفلسفة مما لا غنى في ذلك عنه منها وترتيبها وأغراضه فيها كتاب في قصد أرسطوطاليس في المقولات إياها قصد والموضوعة لها رسالته الكبرى في مقياسه العلم كتاب أقسام العلم الأنسي كتاب في ماهية العلم وأقسامه كتاب في أن أفعال البارئ كلها عدل لا جور فيها كتاب في ماهية الشيء الذي لا نهاية له وبأي نوع يقال للذي لا نهايةله رسالة في الإبانة أنه لا يمكن أن يكون جرم العالم بلا نهاية وإن ذلك إنما هو في القوة كتاب في الفاعلة والمنفعلة من الطبيعيات الأول كتاب في عبارات الجوامع الفكرية كتاب في مسائل سئل عنها في منفعة الرياضيات كتاب في بحث قول المدعي أن الأشياء الطبيعية تفعل فعلاً واحداً بإيجاب الخلقة رسالة في الرفق في الصناعات رسالة في رسم رقاع إلى الخلفاء والوزراء رسالة في قسمة القانون رسالة في ماهية العقل والإبانة عنه رسالة في الفاعل الحق الأول التام والفاعل الناقص الذي هو في المجاز رسالة إلى المأمون في العلة والمعلول اختصار كتاب إيساغوجي لفرفوريوس مسائل كثيرة في المنطق وغيره وحدود الفلسفة كتاب في المدخل المنطقي باستيفاء القول فيها كتاب في المدخل المنطقي باختصار وإيجاز رسالة في المقولات العشر رسالة في الإبانة عن قول بطليموس في أول كتابه في المجسطي عن قول أرسطوطاليس في أنالوطيقا رسالة في الاحتراس من خدع السوفسطائية رسالة بإيجاز واختصار في البرهان المنطقي رسالة في الأسماء الخمسة اللاحقة لكل المقولات رسالة في سمع الكيان رسالة في عمل آلة مخرجة الجوامع رسالة في المدخل إلى الأرثماطيقي خمس مقالات رسالة إلى أحمد بن المعتصم في كيفية استعمال الحساب الهندي أربع مقالات رسالة في الإبانة عن الأعداد التي ذكرها أفلاطن في السياسة رسالة في تأليف الأعداد رسالة في التوحيد من جهة العدد رسالة في استخراج الخبيء والضمير رسالة في الزجر والفأل من جهة العدد رسالة في الخطوط والضرب بعدد الشعير رسالة في الكمية المضافة رسالة في النسب الزمانية رسالة في الحيل العددية وعلم إضمارها رسالة في أن العالم وكل ما فيه كروي الشكل رسالة في الإبانة على أنه ليس شيء من العناصر الأولى والجرم الأقصى غير كروي رسالة في أن الكرة أعظم الأشكال الجرمية والدائرة أعظم من جميع الأشكال البسيطة رسالة في الكريات رسالة في عمل السمت على الكرة رسالة في أن سطح ماء البحر كروي رسالة في تسطيح الكرة رسالة في عمل الحلق الست واستعمالها رسالته الكبرى في التأليف رسالة في ترتيب النغم الدالة على طبائع الأشخاص العالية وتشابه التأليف رسالة في المدخل إلى صناعة الموسيقى رسالة في الإيقاع رسالة في خير صناعة الشعراء رسالة في الأخبار عن صناعة الموسيقى مختصر الموسيقى في تأليف النغم وصنعة العود ألفه لأحمد بن المعتصم رسالة في أجزاءجبرية الموسيقى رسالة في أن رؤية الهلال لا تضبط بالحقيقة وإنما القول فيها بالتقريب رسالة في مسائل سئل عنها من أحوال الكواكب رسالة في جواب مسائل طبيعية في كيفيات نجومية سأله أبو معشر عنها رسالة في الفصلين رسالة فيما ينسب إليه كل بلد من البلدان إلى برج من البروج وكوكب من الكواكب رسالة فيما سئل عنه من شرح ما عرض له من الاختلاف في صور المواليد رسالة فيما حكى من أعمار الناس في الزمن القديم وخلافها في هذا الزمن رسالة في تصحيح عمل نمو دارات المواليد والهيلاج والكدخداه رسالة في إيضاح علة رجوع الكواكب رسالة في الإبانة أن الاختلاف الذي في الأشخاص العالية ليس علة الكيفيات الأول رسالة في سرعة ما يرى من حركة الكواكب إذا كانت في الأفق وإبطائها كلما علت رسالة في الشعاعات رسالة في فصل ما بين السير وعمل الشعاع رسالة في علل الأوضاع النجومية رسالته المنسوبة إلى الأشخاص العالية المسماة سعادة ونحاسة رسالة في علل القوى المنسوبة إلى الأشخاص العالية الدالة على المطر رسالة في علل أحداث الجو رسالة في العلة التي لها يكون بعض المواضع تكاد لا تمطر رسالة إلى زرنب تلميذه في أسرار النجوم وتعليم مبادئ الأعمال رسالة في العلة التي ترى من الهالات للشمس والقمر والكواكب والأضواء النيرة أعني النيرين رسالة في اعتذاره في موته دون كماله لسني الطبيعة التي هي مائة وعشرون سنة كلام في الجمرات رسالة في النجوم رسالة في أغراض كتب إقليدس رسالة في إصلاح كتب إقليدس رسالة في اختلاف المناظر رسالة في عمل شكل المتوسطين رسالة في تقريب وتر الدائرة رسالة في تقريب وتر التسع رسالة في مساحة إيوان رسالة في تقسيم المثلث والمربع وعملهما رسالة في كيفية عمل دائرة مساوية لسطح اسطوانة مفروضة رسالة في شروق الكواكب وغروبها بالهندسة رسالة في قسمة الدائرة إلى ثلاثة أقسام رسالة في إصلاح المقالة الرابعة عشرة والخامسة عشرة من كتاب إقليدس رسالة في البراهين المساحية لما يعرض من الحسبانات الفلكية رسالة في تصحيح قول أبسقلاس في المطالع رسالة في اختلاف مناظر المرآة رسالة في صنعة الأصطرلاب بالهندسة رسالة في استخراج خط نصف النهار وسمت القبلة بالهندسة رسالة في عمل الرخامة بالهندسة رسالة في أن عمل الساعات على صفيحة تنصب على السطح الموازي للأفق خير من غيرها‏.‏

رسالة في استخراج الساعات على نصف كرة بالهندسة رسالة في السوائح مسائل في مساحة الأنهار وغيرها رسالة في النسب الزمانية كلام في العدد كلام في المرايا التي تحرق رسالة في امتناع وجود مساحة الفلك الأقصى المدبر للأفلاك رسالة في أن طبيعة الفلك مخالفة لطبائع العناصر الأربعة وأنه طبيعة خامسة رسالة في ظاهريات الفلك رسالة في العالم الأقصى رسالة في سجود الجرم الأقصى لباريه رسالة في الرد على المنانية في العشر مسائل في موضوعات الفلك رسالة في الصور رسالة في أنه لا يمكن أن يكون جرم العالم بلا نهاية رسالة في المناظر الفلكية رسالة في امتناع الجرم الأقصى من الاستحالة رسالة في صناعة بطليموس الفكلية رسالة في تناهي جرم العالم رسالة في ماهية الفلك واللون اللازم اللازوردي المحسوس من جهة السماء رسالة في ماهية الجرم الحامل بطباعه للألوان من العناصر الأربعة رسالة في البرهان على الجسم السائر وماهية الأضواء والأظلام رسالة في المعطيات رسالة في تركيب الأفلاك رسالة في الأجرام الهابطة من العلو وسبق بعضها بعضاً رسالة في العمل بالآلة المسماة الجامعة رسالة في كيفية رجوع الكواكب المتحيرة رسالة في الطب البقراطي رسالة في الغذاء والدواء المهلك رسالة في الأبخرة المصلحة للجو من الأوباء رسالة في الأدوية المشفية من الروائح المؤذية رسالة في كيفية إسهال الأدوية وانجذاب الأخلاط رسالة في علة نفث الدم رسالة في تدبير الأصحاء رسالة في أشفية السموم رسالة في علة بحارين من الأمراض الحادة رسالة في تبيين العضو الرئيس من جسم الإنسان والإبانة عن الألباب رسالة في كيفية الدماغ رسالة في علة الجذام وأشفيته رسالة في عضة الكلب والكَلِب رسالة في الأعراض الحادثة من البلغم وعلة موت الفجأة رسالة في وجع المعدة والنقرس رسالة إلى رجل في علة شكاها إليه في بطنه ويده رسالة في أقسام الحميات رسالة في علاج الطحال الجاسي من الأمراض السوداوية رسالة في أجساد الحيوان إذا فسدت رسالة في تدبير الأطعمة رسالة في صنعة أطعمة من غير عناصرها رسالة في الحياة كتاب الأدوية الممتحنة كتاب الأقراباذين رسالة في الفرق بين الجنون العارض من مس الشياطين وبين ما يكون من فساد الأخلاط رسالة في الفراسة رسالة في إيضاح العلة في السمائم القاتلة السمائية وهو على المقال المطلق الوباء رسالة في الحيلة لدفع الأحزان جوامع كتاب الأدوية المفردة لجالينوس رسالة في الإبانة عن منفعة الطب إذا كانت صناعة النجوم مقرونة بدلائلها رسالة في اللثغة للأخرس رسالة في تقدمة المعرفة بالاستلال بالأشخاص العالية على المسائل‏.‏

رسالة في مدخل الأحكام على المسائل رسالته الأولى والثانية والثالثة إلى صناعة الأحكام بتقاسيم رسالة في الأخبار عن كمية ملك العرب وهي رسالته في اقتران التحسين في برج السرطان رسالة في قدر منفعة صناعة الأحكام ومن الرجل المسمى منجماً باستحقاق رسالته المختصرة في حدود المواليد رسالة في تحويل سني المواليد رسالة في الاستدلال بالكسوفات على الحوادث رسالة في الرد على الثنوية رسالة في نقض مسائل الملحدين رسالة في تثبيت الرسل عليهم السلام رسالة في الاستطاعة وزمان كونها رسالة في الرد على من زعم أن للأجرام في هويتها في الجو توقفات رسالة في بطلان قول من زعم أن بين الحركة الطبيعية والعرضية سكون رسالة في أن الجسم في أول إبداعه لا ساكن ولا متحرك ظن باطل رسالة في التوحيد بتفسيرات رسالة في أوائل الجسم رسالة في افتراق الملل في التوحيد وإنهم كلام له مع ابن الراوندي في التوحيد كلام رد به على بعض المتكلمين رسالة إلى محمد بن الجهم في الإبانة عن وحدانية الله عزّ وجل وعن تناهي جرم الكل رسالة في الأكفار والتضليل رسالة في أن النفس جوهر بسيط غير داثر مؤثر في الأجسام رسالة في ما للنفس ذكره وهي في عالم العقل قبل كونها في عالم الحس رسالة في خبر اجتماع الفلاسفة على الرموز العشقية رسالة في علة النوم والرؤيا وما يرمز به النفس رسالة في أن ما بالإنسان إليه حاجة مباح له في العقل قبل أن يحظر رسالته الكبرى في السياسة رسالة في التنبيه على الفضائل رسالة في نوادر الفلاسفة رسالة في خبر فضيلة سقراط رسالة في محاورة جرت بين سقراط وأرسواس رسالة في خبر موت سقراط رسالة فيما جرى بين سقراط والحرانيين رسالة عن العلة الفاعلة القريبة للكون والفساد في الكائنات الفاسدات رسالة في العلة التي لها قيل أن النار والهواء والماء والأرض عناصر تجمع الكائنة الفاسدة وهي وغيرها يستحيل بعضها إلى بعض رسالة في اختلاف الأزمنة التي تظهر فيها قوى الكيفيات الأربع لأولى رسالة في خبر العقل‏.‏

رسالة في النسب الزمانية رسالة في علة اختلاف أنواع السنة رسالة في ماهية الزمان وماهية الدهر والحين والوقت رسالة في العلة التي لها يبرد أعلى الجو ويسخن ما قرب من الأرض رسالة في الأثر الذي يظهر في الجو ويسمى كوكباً رسالة في الكوكب الذي ظهر ورصده أياماً حتى اضمحل رسالة في الكواكب ذي الذؤابة رسالة في العلة الحادث بها البرد في آخر الشتاء في الإبان المسمى أيام العجوز رسالة في علة كون الضباب والأسباب المحدثة له رسالة فيما رصد من الأثر العظيم في سنة اثنتين وعشرين ومائتين للهجرة رسالة في الآثار العلوية رسالة إلى ابنه أحمد في اختلاف مواضع المساكن من كرة الأرض وهذه الرسالة شرح فيها كتاب المساكن لثاوذوسيوس رسالة في علة حدوث الرياح في باطن الأرض المحدثة كثير الزلازل والخسوف رسالة في علة اختلاف الأزمان في السنة وانتقالها بأربعة فصول مختلفة كلام في عمل السمت رسالة في أبعاد الأجرام رسالة في استخراج بعد مركز القمر من الأرض رسالة في استخراج آلة عَملِها يستخرج بها أبعاد الأجرام رسالة في عمل آلة يعرف بها بعد المعاينات رسالة في عرفة أبعاد قلل الجبال رسالة إلى أحمد بن محمد الخراساني فيما بعد الطبيعة وإيضاح تناهي جرم العالم رسالة في تقدمة الأخبار رسالة في تقدمة المعرفة بالأحداث رسالة في تقدمة الخبر رسالة في تقدمة المعرفة والاستدلال بالأشخاص السماوية رسالة في أنواع الجواهر والأشباه رسالة في نعت الحجارة والجواهر ومعادنها وجيدها ورديها وأثمانها رسالة في تلويح الزجاج رسالة فيما يصبغ فيعطي لوناً رسالة في أنواع الحديد والسيوف وجيدها ومواضع انتسابها رسالة إلى أحمد بن المعتصم باللّه فيما يطرح على الحديد والسيوف حتى لا تنثلم ولا تكل رسالة في الطائر الأنسى رسالة في تمريخ الحمام رسالة في الطرح على البيض رسالة في أنواع النخل وكرائمه رسالة في عمل القمقم الصياح رسالة في العطر وأنواعه رسالة في كيمياء العطر رسالة في الأسماء المعماة رسالة في التنبيه على خدع الكيميائيين رسالة في الأثرين المحسوسين في الماء رسالة في المد والجزر رسالة في أركاب الخيل رسالته الكبيرة في الأجسام الغائصة في الماء رسالة في الأجرام الهابطة‏.‏

رسالة في شعار المرآة رسالة في اللفظ وهي ثلاثة أجزاء أول وثاني وثالث رسالة في الحشرات مصور عطاردي رسالة في جواب أربع عشرة مسألة طبيعيات سأله عنها بعض إخوانه رسالة في جواب ثلاث مسائل سئل عنها رسالة في قصة المتفلسف بالسكوت رسالة في علة الرعد والبرق والثلج والبرد والصواعق والمطر رسالة في بطلان دعوى المدعين صنعة الذهب والفضة وخدعهم رسالة في الإبانة أن الاختلاف الذي في الأشخاص العالية ليس علة الكيفيات الأولى كماهي علة ذلك في التي تحت الكون والفساد ولكن علة ذلك حكمة مبدع الكل عزّ وجل رسالة في قلع الآثار من الثياب وغيرها رسالة إلى يوحنا بن ماسويه في النفس وأفعالها رسالة في ذات الشعبتين رسالة في علم الحواس رسالة في صفة البلاغة رسالة في قدر المنفعة بأحكام النجوم كلام في المبدع الأول رسالة في صنعة الأحبار والليق رسالة إلى بعض إخوانه في رموز الفلاسفة في المجسمات رسالة في عناصر الأخبار كتاب في الجواهر الخمسة رسالة إلى أحمد بن المعتصم في تجويز إجابة الدعاء من الله عزّ وجلّ لمن دعا به رسالة في الفلك والنجوم ولم قسمت دائرة فلك البروج على اثني عشر قسماً وفي تسميتهم السعود والنحوس وبيوتها وأشرافها وحدودها بالبرهان الهندسي‏.‏

 أحمد بن الطيب السرخسي

هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان السرخسي ممن ينتمي إلى الكندي وعليه قرأ ومنه أخذ وكان متفنناً في علوم كثيرة من علوم القدماء والعرب حسن المعرفة جيد القريحة بليغ اللسان مليح التصنيف والتأليف أوحداً في علم النحو والشعر وكان حس العشرة مليح النادرة خليعاً ظريفاً وسمع الحديث أيضاً وروى شيئاً منه‏.‏

ومن ذلك روى أحمد بن الطيب السرخسي قال حدثنا عمرو بن محمد الناقل قال أخبرنا سليمان بن عبيد اللّه عن بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن عمران القصير عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه إذا اكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء فعليهم الديار‏.‏

وروى أحمد بن الطيب أيضاً عن أحمد بن الحرث عن أبي الحسن علي بن محمد المدائني عن عبد اللّه المبارك عن عبد العزيز بن أبي سالم عن مكحول قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذاباً يوم القيامة من سب نبياً أو صحابة نبي أو أئمة المسلمين وتولى أحمد بن الطيب في أيام المعتضد الحسبة ببغداد وكان أولاً معلماً للمعتضد ثم نادمه وخص به وكان يفضي إليه بأسراره ويستشيره في أمور مملكته وكان الغالب على أحمد بن الطيب علمه لا عقله وكان سبب قتل المعتضد إياه اختصاصه به فإنه أفضى إليه بسر يتعلق بالقاسم بن عبيد الله وبدر غلام المعتضد فأفشاه وأذاعه بحيلة من القاسم عليه مشهورة فسلمه المعتضد إليهما فاستصفيا ماله ثم أودعاه المطامير فلما كان في الوقت الذي خرج فيه المعتضد لفتح آمد وقتال أحمد ابن عيسى بن شيخ أفلت من المطامير جماعة من الخوارج وغيرهم والتقطهم مؤنس الفحل وكان إليه الشرطة وخلافة المعتضد على الحضرة وأقام أحمد في موضعه ورجا بذلك السلامة فكان قعوده سبباً لمنيته وأمر المعتضد القاسم بإثبات جماعة ممن ينبغي أن يقتلوا ليستريح من تعلق القلب بهم فأثبتهم ووقع المعتضد بقتلهم فأدخل القاسم اسم أحمد في جملتهم فيما بعد فقتل وسأل عنه المعتضد فذكر له القاسم قتله وأخرج إليه الثبت فلم ينكره ومضى بعد أن بلغ السماء رفعة في سنة وكان قبض المعتضد على أحمد بن الطيب في سنة ثلاث وثمانين ومائتين وقتله في الشهر المحرم من سنة ست وثمانين ومائتين‏.‏

ولأحمد بن الطيب السرخسي من الكتب اختصار كتاب إيساغوجي لفرفوريوس اختصار كتاب قاطيغورياس اختصار كتاب بارير ميناس اختصار كتاب أنا لوطقيا الأولى اختصار كتاب أنالوطقيا الثانية كتاب النفس كتاب الأغشاش وصناعة الحسبة الكبير كتاب غش الصناعات والحسبة الصغير كتاب نزهة النفوس ولم يخرج باسمه كتاب اللهو والملاهي ونزهة المفكرة الساهي في الغناء والمغنين والمنادمة والمجالسة وأنواع الأخبار والملح صنفه للخليفة وقال أحمد بن الطيب في كتابه هذا إنه صنف هذا الكتاب وقد مر له من العمر إحدى وستون سنة كتاب السياسة الصغير كتاب المدخل إلى صناعة النجوم كتاب الموسيقى الكبير مقالتان ولم يعمل مثله كتاب الموسيقى الصغير كتاب المسالك والممالك كتاب الأرثماطيقي في الأعداد والجبر والمقابلة كتاب المدخل إلى صناعة الطب نقض فيه على حنين بن إسحاق كتاب المسائل كتاب فضائل بغداد وأخبارها كتاب الطبيخ ألفه على الشهور والأيام للمعتضد كتاب زاد المسافر وخدمة الملوك مقالة من كتاب أدب الملوك كتاب المدخل إلى علم الموسيقى كتاب الجلساء والمجالسة رسالة في جواب ثابت بن قرة فيما سأل عنه مقالة في البهق والنمش والكلف رسالة في السالكين وطرائفهم واعتقادهم كتاب منفعة الجبال رسالة في وصف مذاهب الصابئين كتاب في أن المبدعات في حال الإبداع لا متحركة ولا ساكنة كتاب في ماهية النوم والرؤيا كتاب في العقل كتاب في وحدانية اللّه تعالى كتاب في وصايا فيثاغورس كتاب في ألفاظ سقراط كتاب في العشق كتاب في برد أيام العجوز كتاب في كون الضباب كتاب في الفأل كتاب في الشطرنج العالية كتاب أدب في النفس إلى المعتضد كتاب في الفرق بين نحو العرب والمنطق كتاب في أن أركان الفلسفة بعضها على بعض وهو كتاب الاستيفاء كتاب في أحداث الجو كتاب الرد على جالينوس في المحل الأول رسالة إلى ابن ثوابة رسالة في الخضابات المسودة للشعر وغير ذلك كتاب في أن الجزء ينقسم إلى ما لا نهاية له كتاب في أخلاق النفس كتاب سيرة الإنسان كتاب إلى بعض إخوانه في القوانين العامة الأولى في الصناعة الديالقطيقية أي الجدلية على مذهب أرسطوطاليس اختصار كتاب سوفسطيقا لأرسطوطاليس كتاب القيان‏.‏

 أبو الحسن ثابت بن قرة الحراني

كان من الصابة المقيمين بحران ويقال الصابئون نسبتهم إلى صاب - وهو طاط بن النبي إدريس عليه السلام - وثابت هذا هو ثابت بن قرة ابن مروان بن ثابت بن كرايا بن إبراهيم بن كرايا بن مارينوس بن سالايونوس وكان ثابت ابن قرة صيرفياً بحران ثم استصحبه محمد بن موسى لما انصرف من بلد الروم لأنه رآه فصيحاً وقيل إنه قرأ على محمد بن موسى فتعلم في داره فوجب حقه عليه فوصله بالمعتضد وأدخله في جملة المنجمين وهو أصل ما تجدد للصابة من الرئاسة في مدينة السلام وبحضرة الخلفاء ولم يكن في زمن ثابت بن قرة من يماثلة في صناعة الطب ولا في غيره من جميع أجزاء الفلسفة وله تصانيف مشهورة بالجودة وكذلك جاء جماعة كثيرة من ذريته ومن أهله يقاربونه فيما كان عليه من حسن التخرج والتمهر في العلوم

ولثابت أرصاد حسان للشمس تولاها ببغداد وجمعها في كتاب بيّن فيه مذهبه في سنة الشمس وما أدركه بالرصد في موضع أوجها ومقدار سنيها وكمية حركاتها وصورة تعديلها وكان جيد النقل إلى النقل العربي حسن العبارة وكان قوي المعرفة باللغة السريانية وغيرها وقال ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة إن الموفق لمّا غضب على ابنه أبي العباس المعتضد باللّه حبسه في دار إسماعيل بن بلبل وكان أحمد الحاجب موكلاً به وتقدم إسماعيل بن بلبل إلى ثابت بن قرة بأن يدخل إلى أبي العباس ويؤنسه وكان عبد اللّه بن أسلم ملازماً لأبي العباس فأنس أبو العباس بثابت بن قرة أنساً كثيراً وكان ثابت يدخل إليه إلى الحبس في كل يوم ثلاث مرات يحادثه ويسليه ويعرفه أحوال الفلاسفة وأمر الهندسة والنجوم وغير ذلك فشغف به ولطف منه محله فلما خرج من حبسه قال لبدر غلامه يا بدر أي رجل أفدنا بعدك فقال من هو يا سيدي فقال ثابت بن قرة ولما تقلد الخلافة أقطعه ضياعاً جليلة وكان يجلسه بين يديه كثيراً بحضرة الخاص والعام ويكون بدر غلام الأمير قائماً والوزير وهو جالس بين يدي الخليفة‏.‏

قال أبو إسحاق الصابئ الكاتب إن ثابتاً يمشي مع المعتضد في الفردوس - وهو بستان في دار الخليفة للرياضة - وكان المعتضد قد اتكأ على يد ثابت وهما يتماشيان ثم نتر المعتضد يده من يد ثابت بشدة ففزع ثابت فإن المعتضد كان مهيباً جداً فلما نتر يده من يد ثابت قال له يا أبا الحسن - وكان في الخلوات يكنيه وفي الملأ يسميه - سهوت ووضعت يدي على يدك واستندت عليها وليس هكذا يجب أن يكون فإن العلماء يعلون ولا يُعلون‏.‏

ونقلت من كتاب الكنايات للقاضي أبي العباس أحمد بن محمد الجرجاني قال حدثني أبو الحسن هلال بن المحسن بن إبراهيم قال حدثني جدي أبو إسحاق الصابئ قال حدثني عمي أبو الحسين ثابت بن إبراهيم قال حدثني أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي قال سألت أبا الحسن ثابت بن قرة عن مسألة بحضرة قوم فكره الإجابة عنها بمشهدهم وكنت حديث السن فدافعني عن الجواب فقلت متمثلاً ألا ما لليل لا ترى عند مضجعي بليل ولا يجري بها لي طائر فلما كان من غد لقيني في الطريق وسرت معه فأجابني عن المسألة جواباً شافياً وقال زجرت الطير يا أبا محمد فأخجلني فاعتذرت إليه وقلت واللّه يا سيدي ما أردتك بالبيتين ومن بديع حسن تصرف ثابت بن قرة في المعالجة ما حكاه أبو الحسن ثابت بن سنان قال حكى أحد أجدادي عن جدنا ثابت بن قرة أنه اجتاز يوماً ماضياً إلى دار الخليفة فسمع صياحاً وعويلاً فقال مات القصاب الذي كان في هذا الدكان فقالوا له أي واللّه يا سيدنا البارحة فجأة وعجبوا من ذلك فقال ما مات خذوا بنا إليه فعدل الناس معه إلى الدار فتقدم إلى النساء بالإمساك عن اللطم والصياح وأمرهن بأن يعملن مزوّرة وأومأ إلى بعض غلمانه بأن يضرب القصاب على كعبه بالعصا وجعل يده في مجسه وما زال ذلك يضرب كعبه إلى أن قال حسبك واستدعى قدحاً وأخرج من شستكه في كمه دواء فدافه في القدح بقليل ماء وفتح فم القصاب وسقاه إياه فأساغه ووقعت الصيحة والزعقة في الدار والشارع بأن الطبيب قد أحيا الميت فتقدم ثابت بغلق الباب والاستيثاق منه وفتح القصاب عينه وأطعمه مزوّرة وأجلسه وقعد عنده ساعة وإذا بأصحاب الخليفة قد جاؤوا يدعونه فخرج معهم والدنيا قد انقلبت والعامة حوله يتعادون إلى أن دخل دار الخلافة‏.‏

ولما مثل بين يدي الخليفة قال له يا ثابت ما هذه المسيحية التي بلغتنا عنك قال يا مولاي كنت أجتاز على هذا القصاب وألحظه يشرح الكبد ويطرح عليها الملح ويأكلها فكنت أستقذر فعله أولاً ثم أعلم أن سكتة ستلحقه فصرت أراعيه وإذ علمت عاقبته انصرفت وركّبت للسكتة دواء استصحبته معي في كل يوم فلما اجتزت اليوم وسمعت الصياح قلت مات القصاب قالوا نعم مات فجأة البارحة فعلمت أن السكتة لحقته فدخلت إليه ولم أجد له نبضاً فضربت كعبه إلى أن عادت حركة نبضه وسقيته الدواء ففتح عينيه وأطعمته مزوّرة والليلة يأكل رغيفا بدراج وفي غد يخرج من بيته‏.‏

أقول وكان مولد ثابت بن قرة في سنة إحدى عشرة ومائتين بحران في يوم الخميس الحادي والعشرين من صفر وتوفي سنة ثمان وثمانين ومائتين وله من العمر سبع وسبعون سنة وقال ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة كانت بين أبي أحمد يحيى بن المنجم النديم وبين جدي أبي الحسن ثابت بن قرة رحمه اللّه مودة أكيدة ولما مات جدي في سنة ثمان وثمانين ومائتين رثاه أبو أحمد بأبيات هي هذه ألا كل شيء ما خلا اللّه مائت ومن يغترب يرجى ومن مات فائت أرى من مضى عنا وخيم عندنا كسفر ثووا أرضاً فسار وبائت نعينا العلوم الفلسفيات كلها خبا نورها إذ قيل قد مات ثابت وكانوا إذا ضلوا هداهم لنهجها خبير بفصل الحكم للحق ناكت ولما أتاه الموت لمن يغن طبه ولا ناطق مما حواه وصامت ولا أمتعته بالغنى بغتة الردى ألا رب رزق قابل وهو فائت فلو أنه يسطاع للموت مدفع لدافعه عنه حماة مصالت ثقاة من الإخوان يَصْفون وده وليس لما يقضي به اللّه لافت أبا حسن لا تبعدن وكلنا لهلكك مفجوع له الحزن كابت أآمل أن تجلى عن الحق شبهة وشخصك مقبور وصوتك خافت وقد كان يسرو حسن تبيينك العمى وكل قؤول حين تنطق ساكت كأنك مسؤولاً من البحر غارف ومستبدئاً نطقاً من الصخر ناحت فلم يتفقدني من العلم واحد هراق إناء العلم بعدك كابت وكم من محب قد أفدت وإنه لغيرك ممن رام شأوك هافت عجبت لأرض غيّبتك ولم يكن ليثبت فيها مثلك الدهر ثابت وكان من تلامذة ثابت بن قرة عيسى بن أسيد النصراني وكان ثابت يقدمه ويفضله وقد نقل عيسى بن أسيد من السرياني إلى العربي بحضرة ثابت ويوجد له كتاب جوابات ثابت لمسائل عيسى بن أسيد‏.‏

ومن كلام ثابت بن قرة قال ليس على الشيخ أضر من أن يكون له طباخ حاذق وجارية حسناء لأنه يستكثر من الطعام فيسقم ومن الجُماع فيهرم‏.‏

وقال راحة الجسم في قلة الطعام وراحة النفس في قلة الآثام وراحة القلب في قلة الاهتمام وراحة اللسان في قلة الكلام‏.‏

ولأبي الحسن ثابت بن قرة الحراني من الكتب كتاب في سبب كون الجبال مسائله الطبية كتاب في النبض كتاب وجع المفاصل والنقرس جوامع كتاب باريمينياس جوامع كتاب أنالوطيقا الأولى اختصار المنطق نوادر محفوظة من طوبيقا كتاب في السبب الذي من أجله جعلت مياه البحر مالحة اختصار كتاب ما بعد الطبيعة مسائلة المشوقة إلى العلوم كتاب في أغاليط السوفسطائيين كتاب في مراتب العلوم كتاب في الرد على من قال أن النفس مزاج جوامع كتاب الأدوية المفردة لجالينوس جوامع كتاب المرة السوداء لجالينوس جوامع كتاب سوء المزاج المختلف لجالينوس جوامع كتاب الأمراض الحادة لجالينوس جوامع كتاب الكثرة لجالينوس جوامع كتاب تشريح الرحم لجالينوس جوامع كتاب جالينوس في المولودين لسبعة أشهر جوامع ما قاله جالينوس في كتابه في تشريف صناعة الطب كتاب أصناف الأمراض كتاب تسهيل المجسطي كتاب المدخل إلى المجسطي كتاب كبير في تسهيل المجسطي لم يتم وهو أجود كتبه في ذلك كتاب في الوقفات التي في السكون الذي بين حركتي الشريان المتضادتين مقالتان صنف هذا الكتاب سريانياً لأنه أومأ فيه إلى الرد على الكندي ونقله إلى العربي تلميذ له يعرف بعيسى بن أسيد النصراني وأصلح ثابت العربي وذكر قوم أن الناقل لهذا الكتاب حبيش بن الحسن الأعسم وذلك غلط وقد رد أبو أحمد الحسين بن إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن كرنيب على ثابت في هذا الكتاب بعد وفاة ثابت بما لا فائدة فيه ولا طائل وهذا الكتاب أنفذه لما صنفه إلى إسحاق بن حنين فاستحسنه استحساناً عظيماً وكتب في آخره بخطه يقرظ أبا الحسن ثابتاً ويدعوه له ويصفه جوامع كتاب القصد لجالينوس جوامع تفسير جالينوس لكتاب أبقراط في الأهوية والمياه والبلدان كتاب في العمل بالكرة كتاب في الحصى المتولد في الكلى والمثانة كتاب في البياض الذي يظهر في البدن كتاب في مسائلة الطبيب للمريض كتاب في سوء المزاج المختلف كتاب في تدبير الأمراض الحادة‏.‏

رسالة في الجدري والحصبة اختصار كتاب النبض الصغير لجالينوس كتاب في قطع الأسطوانة كتاب في الموسيقى رسالة إلى علي بن يحيى المنجم فيما أمر بإثباته من أبواب علم الموسيقى رسالة إلى بعض إخوانه في جواب ما سأله عنه من أمور الموسيقا كتاب في أعمال ومسائل إذا وقع خط مستقيم على خطين ومقالة أخرى له في ذلك كتاب في المثلث القائم الزوايا كتاب في الأعداد المتحابة كتاب في الشكل القطاع كتاب في حالة الفلك كناشه المعروف بالذخيرة ألفه لولده سنان بن ثابت جوابه لرسالة أحمد بن الطيب إليه كتاب في التصرف في أشكال القياس كتاب في تركيب الأفلاك وخلقتها وعددها وعدد حركات الجهات لها والكواكب فيها ومبلغ سيرها والجهات التي تتحرك إليها كتاب في جوامع المسكونة كتاب القرسطيون رسالة في مذهب الصابئين ودياناتهم كتاب في قسمة الأرض كتاب في الهيئة كتاب في الأخلاق كتاب في مقدمات إقليدس كتاب في أشكال إقليدس كتاب في أشكال المجسطي كتاب في استخراج المسائل الهندسية كتاب رؤية الأهلة بالجنوب كتاب رؤية الأهلة من الجداول رسالة في سنة الشمس رسالة الحجة المنسوبة إلى سقراط كتاب في إبطاء الحركة في فلك البروج وسرعتها وتوسطها بحسب الموضع الذي يكون فيه من الفلك الخارج المركز جواب ما سئل عنه عن البقراطيين وكم مبلغ عددهم مقالة في عمل شكل مجس ذي أربع عشرة قاعدة تحيط به كرة معلومة مقالة في الصفرة العارضة للبدن وعدد أصنافها وأسبابها وعلاجها مقالة في وجع المفاصل مقالة في صفة كون الجنين كتاب في علم ما في التقويم بالممتحن كتاب في الأطلال كتاب في وصف القرص كتاب في تدبير الصحة كتاب في محنة حساب النجوم كتاب تفسير الأربعة رسالة في اختيار وقت لسقوط النطفة جوامع كتاب النبض الكبير لجالينوس كتاب الخاصة في تشريف صناعة الطب وترتيب أهلها وتعزيز المنقوصين منهم بالنفوس والأخبار أن صناعة الطب أجل الصناعات كتب به إلى الوزير أبي القاسم عبيد اللّه بن سليمان رسالة في كيف ينبغي أن يسلك إلى نيل المطلوب من المعاني الهندسية فيها ذكر آثار ظهرت في الجو وأحوال كانت في الهواء مما رصد بنو موسى وأبو الحسن ثابت بن قرة اختصار كتاب جالينوس في قوى الأغذية ثلاث مقالات مسائل عيسى بن أسيد لثابت بن قرة وأجوبتها الثابت كتاب البصر والبصيرة في علم العين وعللها ومداواتها المدخل إلى كتاب إقليدس وهو في غاية الجودة كتاب المدخل إلى المنطق اختصار كتاب حيلة البرء لجالينوس شرح السماع الطبيعي مات وما تممه كتاب في المربع وقطره كتاب فيما يظهر في القمر من آثار الكسوف وعلاماته كتاب في علة كسوف الشمس والقمر عمل أكثره ومات وما تممه كتاب إلى ابنه سنان في الحث على تعلم الطب والحكمة جوابان عن كتابي محمد بن موسى بن شاكر إليه في أمر الزمان كتاب في مساحة الأشكال المسطحة وسائر البسط والأشكال كتاب في أن سبيل الأثقال التي تعلق على عمود واحد منفصلة هي سبيلها إذا جعلت ثقلاً واحداً مثبوتاً في جميع العمود على تساو كتاب في طبائع الكواكب وتأثيراتها مختصر في الأصول من علم الأخلاق كتاب في آلات الساعات التي تسمى رخامات كتاب في إيضاح الوجه الذي ذكر بطليموس أن به استخرج من تقدمه مسيرات القمر الدورية وهي المستوية كتاب في صفة استواء الوزن واختلافه وشرائط ذلك جوامع كتاب نيقوماخس في الأرثماطيقي مقالتان أشكال له في الحيل جوامع المقالة الأولى من الأربع لبطليموس جوابه عن مسائل سأله عنها أبو سهل النوبختي كتاب في قطع المخروط المكافي كتاب في مساحة الأجسام المكافية كتاب في مراتب قراءة العلوم اختصار كتاب أيام البحران لجالينوس ثلاث مقالات اختصار الأسطقسات لجالينوس كتاب في أشكال الخطوط التي يمر عليها ظل المقياس مقالة في الهندسة ألفها لإسماعيل ابن بلبل جوامع كتاب جالينوس في الأدوية المنقية جوامع كتاب الأعضاء الآلمة لجالينوس كتاب في العروض كتاب فيما أغفله ثاون في حساب كسوف الشمس والقمر مقالة في حساب خسوف الشمس والقمر كتاب في الأنواء ما وجد من كتابه في النفس مقالة في النظر في أمر النفس كتاب في الطريق إلى اكتساب الفضيلة كتاب في النسبة المؤلفة رسالة في العدد الوفق رسالة في تولد النار بين حجرين كتاب في العمل بالممتحن وترجمته ما استدركه على حبيش في الممتحن كتاب في مساحة قطع الخطوط كتاب في آلة الزمر كتب عدة له في الأرصاد عربي وسرياني كتاب في تشريح بعض الطيور وأظنه مالك الحزين كتاب في أجناس ما تنقسم إليه الأدوية صنفه بالسرياني كتاب في أجناس ما توزن به الأدوية بالسرياني كتاب في هجاء السرياني وإعرابه مقالة في تصحيح مسائل الجبر بالبراهين الهندسية إصلاحه للمقالة الأولى من كتاب أبلونيوس في قطع النسب المحدودة وهذا الكتاب مقالتان أصلح ثابت الأولى إصلاحاً جيداً وشرحها وأوضحها وفسرها والثانية لم يصلحها وهي غير مفهومة مختصر في علم النجوم مختصر في علم الهندسة جوابات عن مسائل سأله عنها المعتضد كلام في السياسة جواب له عن سبب الخلاف بين زيج بطليموس وبين الممتحن جوابات له عن عدة مسائل سأل عنها سند بن علي رسالة في حل رموز كتاب السياسة لأفلاطن اختصار القاطيغورياس ومما وجد لثابت بن قرة الحراني الصابي بالسريانية فيما يتعلق بمذهبه رسالة في الرسوم والفروض والسنن رسالة في تكفين الموتى ودفنهم رسالة في اعتقاد الصابئين رسالة في الطهارة والنجاسة رسالة في السبب الذي لأجله ألغز الناس في كلامهم رسالة فيما يصلح من الحيوان للضحايا وما لا يصلح رسالة في أوقات العبادات رسالة في ترتيب القراءة في الصلاة صلوات الابتهال إلى اللّه عزّ وجلّ‏.‏

كان يلحق بأبيه في معرفته بالعلوم واشتغاله بها وتمهره في صناعة الطب وله قوة بالغة في علم الهيئة وكان في خدمة المقتدر باللّه والقاهر وخدم أيضاً بصناعة الطب الراضي باللّه وقال ابن النديم البغدادي الكاتب في كتاب الفهرست إن القاهر باللّه أراد سنان بن ثابت بن قرة على الإسلام فهرب ثم أسلم وخاف من القاهر فمضى إلى خراسان وعاد وتوفي ببغداد مسلماً وكانت وفاته بعلة الذرب في الليلة التي صبيحتها يوم الجمعة مستهل ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة‏.‏

وقال ثابت بن سنان في تاريخه أذكر وقد وقع الوزير علي بن عيسى بن الجراح إلى والدي سنان بن ثابت في أيام تقلده الدواوين من قبل المقتدر باللّه وتدبير المملكة في أيام وزارة حامد بن العباس في سنة كثرت فيها الأمراض جداً وكان والدي إذ ذاك يتقلد البيمارستانات ببغداد وغيرها توقيعاً يقول فيه فكرت مد اللّه في عمرك في أمر من الحبوس وأنه لا يخلو مع كثرة عددهم وجفاء أماكنهم أن تناله الأمراض وهم معوقون عن التصرف في منافعهم ولقاء من يشاورونه من الأطباء فيما يعرض لهم فينبغي أن تفرد لهم أطباء يدخلون إليهم في كل يوم وتُحمل إليهم الأدوية والأشربة ويطوفون في سائر الحبوس ويعالجون فيها المرضى ويزيحون عللهم فيما يحتاجون إليه من الأدوية والأشربة ويتقدم بأن تقام لهم المزوّرات لمن يحتاج إليها منهم وورد توقيع آخر إليه فيه فكرت في من السواد من أهله فإنه لا يخلو أن يكون فيه مرضى لا يشرف عليه متطبب لخلو السواد من الأطباء فتقدم مد الله في عمرك بإنفاذ متطببين وخزانة للأدوية والأشربة يطوفون في السواد ويقيمون في كل صقع منه مدة ما تدعو الحاجة إليه ويعالجون من فيه من المرضى ثم ينتقلون إلى غيره ففعل والدي ذلك إلى أن انتهى أصحابه إلى سورا والغالب على أهلها اليهود فكتب إلى أبي الحسن علي بن عيسى يعرفه ورود كتابة من أصحابه من السواد يذكرون فيه كثرة المرضى وأن أكثر مَن حول نهر الملك يهود وأنهم استأذنوا في المقام عليهم وعلاجهم وأنه لم يعلم ما يجيبهم به لأنه لا يعرف رأيه فيهم وأعلمه أن رسم البيمارستان أن يعالج فيه الملي والذمي ويسأله أن يرسم له في ذلك ما يعمل عليه فوقع له توقيعاً نسخته فهمت ما كتبت به أكرمك اللّه وليس بيننا خلاف في أن معالجة أهل الذمة والبهائم صواب ولكن الذي يجب تقديمه والعمل به معالجة الناس قبل البهائم والمسلمين قبل أهل الذمة‏.‏

فإذا أفضل عن المسلمين ما لا يحتاجون إليه صرف في الطبقة التي بعدهم فاعمل أكرمك اللّه على ذلك واكتب إلى أصحابك به ووصهم بالتنقل في القرى والمواضع التي فيها الأوباء الكثيرة والأمراض الفاشية وإن لم يجدوا بذرقة توقفوا عن المسير حتى تصلح لهم الطريق ويصح السبيل فإنه إذا فعلوا ذا غنوا عن السور إن شاء اللّه تعالى ‏"‏ قال ثابت بن سنان وكانت النفقة عن البيمارستان الذي لبدر المعتضدي بالمحرم من ارتفاع وقف سجاح أم المتوكل على اللّه وكان الوقف في يد أبي الصقر وهب ابن محمد الكلوذاني وكان قسط من ارتفاع هذا الوقف يصرف إلى بني هاشم وقسط منه إلى نفقة البيمارستان وكان أبو الصقر يرّوج على بني هاشم مالهم يؤخر ما يصرف إلى نفقة البيمارستان ويضيقه فكتب والدي إلى أبي الحسن علي بن عيسى يشكو إليه هذه الحال ويعرفه ما يلحق المرضى من الضرر بذلك وقصور ما يقام لهم من الفحم والمؤن والدثار وغير ذلك عن مقدار حاجتهم فوقع على ظهر رقعته إلى أبي الصقر توقيعاً نسخته أنت أكرمك اللّه تقف على ما ذكره وهو غلط جداً والكلام فيه معك خاصة فيما يقع منك يلزمك وما أحسبك تسلم من الإثم فيه وقد حكيت عني في الهاشميين قولاً لست أذكره وكيف تصرفت الأحوال في زيادة المال أو نقصانه ووفوره أو قصوره لا بد من تعديل الحال فيه بين أن تأخذ منه وتجعل للبيمارستان قسطاً بل هو أحق بالتقديم على غيره لضعف من يلجأ إليه وعظيم النفع به فعرفني أكرمك اللّه ما النكتة في قصور المال ونقصانه في تخلف نفقة البيمارستان هذه الشهور المتتابعة وفي هذا الوقت خاصة مع الشتاء واشتداد البرد فاحتل بكل حيلة لما يطلق لهم ويعجل حتى يدفأ من في البيمارستان من المرضى والممرورين بالدثار والكسوة والفحم ويقام لهم القوت ويتصل لهم العلاج والخدمة وأجبني بما يكون منك في ذلك وأنفذ لي عملاً يدلني على حجتك واعن بأمر البيمارستان فضل عناية إن شاء اللّه تعالى‏.‏

قال ثابت بن سنان إنه لما كان في أول يوم من المحرم سنة ست وثلثمائة فتح والدي سنان بن ثابت بيمارستان السيدة الذي اتخذه لها بسوق يحيى وجلس فيه ورتب المتطببين وقبل المرضى وهو كان بناه على دجلة وكانت النفقة عليه في كل شهر ستمائة دينار قال وفي هذه السنة أيضاً أشار والدي على المقتدر باللّه بأن يتخذ بيمارستاناً ينسب إليه فأمر باتخاذه فاتخذه له في باب الشام وسماه البيمارستان المقتدري وأنفق عليه من ماله في كل شهر مائتي دينار قال ثابت بن سنان ولما كان في سنة تسع عشرة وثلثمائة اتصل بالمقتدر أن غلطاً جرى على رجل من العامة من بعض المتطببين فمات الرجل فأمر إبراهيم بن محمد بن بطحا بمنع سائر المتطببين من التصرف إلا من امتحنه والدي سنان بن ثابت وكتب له رقعة بخطه بما يطلق له من الصناعة فصاروا إلى والدي وامتحنهم وأطلق لكل واحد منهم ما يصلح أن يتصرف فيه وبلغ عددهم في جانبي بغداد ثمانمائة رجل ونيفاً وستين رجلاً سوى من استغنى عن محنته باشتهاره بالتقدم في صناعته وسوى من كان في خدمة السلطان وقال أيضاً ثابت بن سنان لما مات الراضي باللّه استدعى الأمير أبو الحسين بَحكْمَ والدي سنان بن ثابت وسأله أن ينحدر إليه إلى واسط ولم يكن يطمع في ذلك منه في أيام الراضي باللّه لملازمته بخدمته فانحدر إليه والدي فأكرمه ووصله وقال له أريد أن أعتمد عليك في تدبير بدني وتفقده والنظر في مصالحه وفي أمر آخر هو أهم إلي من أمر بدني وهو أمر أخلاقي لثقتي بعقلك وفضلك ودينك ومحبتك فقد غمني غلبة الغضب والغيظ علي‏.‏

وإفراطهما بي حتى أخرج إلى ما أندم عليه عند سكونهما من ضرب وقتل وأنا أسألك أن تتفقد ما أعلمه وإذا وقفت لي على عيب لم تحتشم أن تصدقني عنه وتذكره لي وتنبهني عليه ثم ترشدني إلى علاجه ليزول عني فقال له والدي السمع والطاعة لما أمر به الأمير أنا أفعل ذلك ولكن يستمع الأمير مني بالعاجل جملة علاج ما أنكره من نفسه إلى أن يجيئه التفصيل في أوقاته اعلم أيها الأمير أنك قد أصبحت وليس فوق يدك يد لأحد من المخلوقين وأنك مالك لكل ما تريده قادر على أن تفعله أي وقت أردته لا يتهيأ لأحد من المخلوقين منعك منه ولا لأن بينك وبين ما تهواه أي وقت أردته وأنك متى أردت شيئاً بلغته أي وقت شئت لا يفوتك أمر تريده‏.‏

واعلم أن الغضب والغيظ والحرد تحدث في الإنسان سكراً أشد من سكر النبيذ بكثير فكما أن الإنسان يعمل في وقت السكر من النبيذ ما لا يعقل به ولا يذكره إذا صحا ويندم عليه إذا حدث به ويستحيي منه كذلك يحدث له وقت السكر من الحرد والغيظ بل أشد فلما يبتدئ بك الغضب وتحس بأنه قد ابتدأ يسكرك قبل أن يشتد ويقوى ويتفاقم ويخرج الأمر عن يدك فضع في نفسك أن تؤخر العقوبة عليه إلى غد واثقاً بأن ما تريد أن تعمله في الوقت لا يفوتك عمله في غد وقد قيل من يخف فوتاً حلم فإنك إذا فعلت ذلك وبت ليلتك وسكنت فورة غضك فإنه لا بد لفورة الغضب من أن تبوخ وتسكن وأن تصحو من السكر الذي أحدثه لك الغضب وقد قيل إن أصح ما يكون الإنسان رأيا إذا استدبر ليله واستقبل نهاره فإذا صحوت من سكرك فتأمل الأمر الذي أغضبك وقدم أمر اللّه عزّ وجلّ أولاً والخوف منه وترك التعرض لسخطه ولا تشف غيظك بما يؤثمك فقد قيل ما شفى غيظه من أثم بربه واذكر قدرة اللّه عليك وأنك محتاج إلى رحمته وإلى أخذه بيدك في أوقات شدائدك وهو وقت لا تملك لنفسك فيه شراً ولا نفعاً ولا يقدر لك عليه أحد من المخلوقين ولا يكشف ما قد أظلك غيره عزّ وجلّ واعلم أن البشر يغلطون ويخطئون وأنك مثلهم تغلط وتخطئ وإن كان لا يجسر أحد على أن لا يوافقك على ذلك فكما تحب أن يغفر اللّه لك كذلك غيرك يؤمل عطفك وعفوك وفكر بأي ليلة بات المذنب قلقاً لخوفه منك وما يتوقعه من عقوبتك ويخافه من سطوتك واعرف مقدار ما يصل إليه السرور وزوال الرعب عنه بعفوك ومقدار الثواب الذي يحصل لك من ذلك واذكر قول اللّه تعالى‏:‏ ‏)‏وليعفوا وليصفحوا‏(‏ ألا تحبون أن يغفر اللّه لكم واللّه غفور رحيم فإن كان ما أغضبك مما يجوز فيه العفو ويكفي فيه العتاب والتوبيخ والعذل والتهديد متى وقعت معاودة فلا تتجاوز ذلك واعف واصفح فإنه أحسن بك وأقرب إلى اللّه تعالى واللّه سبحانه يقول ‏"‏ وإن تعفوا أقرب للتقوى ‏"‏ وليس يظن بك المذنب ولا غيره أنك عجزت عن التقويم والعقوبة ولا قصرت بك القدرة وإن كان مما لا يحتمل العفو عاقبت حينئذ على قدر الذنب ولم تتجاوزه إلى ما يوقع الدين ويفسد به أمرك ويقبح عند الناس ذكرك فإنما يشتد عليك تكلف ذلك أول دفعة وثانية وثالثة ثم يصير عادة لك وخلفاً وسجية ويسهل عليك‏.‏

فاستحسن بحكم ذلك ووعد أن يفعله وما زالت أخلاقه تصلح ووالدي ينبهه على شيء شيء مما ينكره منه من أخلاقه وأفعاله ويرشده إلى طريق إزالته إلى أن لانت أخلاقه وكفّ عن كثير مما كان يسرع إليه من القتل والعقوبات الغليظة واستحلى واستطاب ما كان يشير عليه من استعمال العدل والإنصاف ورفع الظلم والجور ويستصوبه ويعمل به فإنه كان يبين له أن العدل أربح للسلطان من الظلم بكثير وأنه يحصل له به دنيا وآخرة وأن مواد الظلم وإن كثرت وتعجلت سريعة الفساد والفناء والانقطاع ممحوقة لا يبارك فيها وتحدث حوادث تتجرمها ثم تعود بخراب الدنيا وفساد الآخرة ومواد العدل تنمي وتزيد وتدوم وتتصل ويبارك فيها وتعود بصلاح الدنيا وعمارتها وحصول الآخرة والفوز فيها وحسن الذكر ما بقي الدهر فتبين ذلك وعرف صحته وابتدأ بالعمل به وعمل بواسط في وقت المجاعة دار ضيافة وببغداد بيمارستاناً يعالج فيه الفقراء ويعللون وأنفق في ذلك جملة ورفّه الرعية وأرفقها وعدل فيها وأنصف في معاملاتها وأحسن إليها ورأى ما يجب إلا أن مدته في ذلك لم تطل وقتل عن قرب وللّه أمر هو بالغه‏.‏

ولأبي سعيد سنان بن ثابت بن قرة من الكتب - وهو مما نقل من خط أبي علي المحسن بن إبراهيم بن هلال الصابئ - رسالة في تاريخ ملوك السريانيين رسالة في الاستواء رسالة في سهيل رسالة إلى بحكم رسالة إلى ابن رايق رسالة إلى أبي الحسن علي بن عيسى رحمه اللّه تعالى الرسائل السلطانيات والإخوانيات السيرة وهي في أجزاء تعرف بكتاب الناجي صنفه لعضد الدولة وتاج الملة تشتمل على مفاخره ومفاخر الديلم وأنسابهم وذكر أصولهم وأسلافهم رسالة في النجوم رسالة في شرح مذهب الصابئين رسالة في قسمة أيام الجمعة على الكواكب السبعة كتبها إلى أبي إسحاق إبراهيم بن هلال ورجل آخر رسالة في الفرق بين المترسل والشاعر رسالة في أخبار آبائه وأجداده وسلفه‏.‏

ونقل إلى العربي نواميس هرمس والسور والصلوات التي يصلي بها الصابئون إصلاحه لكتاب في الأصول الهندسية وزاد في هذا الكتاب شيئاً كثيراً مقالة أنفذها إلى الملك عضد الدولة في الأشكال ذوات الخطوط المستقيمة التي تقع في الدائرة وعليها استخراجه للشيء الكثير من المسائل الهندسية إصلاحه لعبارة أبي سهل الكوهي في جميع كتبه لأن أبا سهل سأله ذلك وإصلاحه وتهذيبه لشيء نقله من كتاب يوسف القس من السرياني إلى العربي من كتاب أرشميدس في المثلثات‏.‏